حمد عطية حسب في قرية مي

 

ولادته : ولد القارىء الشيخ مؤت غراب مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية .. يوم 7/5/1936م. حيث نشأ في أسرة قرآنية .. كان والده الشيخ (( عطية )) أحد حفظة كتاب الله عز وجل .. كانت التربة التي نبت فيها طيبة ممتدة الجذور القرآنية التي تغذت برحيق القرآن وأريجه فأينعت شجرة العائلة في ربيع الإيمان فتفرعت وأورقت وأثمرت ثمرة قرآنية تجلت في طفل موهوب حفظ القرآن على يد والده وأتمه قبل سن السابعة .. كانت هداية السماء بمثابة سحابة رافقته فأنزلت في نفسه طاعة لله ورسوله ولأبيه فاستجاب لتعليمات والده وتوجيهاته القرآنية التي أثقلت موهبته وملكاته وخصائصه التي ميزته وجعلت كل المحيطين به يقدّمون له كل ما يؤهله لأن يكون من حفظة كتاب الله وقرائه. لم تكن طفولة الشيخ محمد كطفولة أقرانه وإنما كانت متضمنة رجولة مبكرة مستمدة من جلال ووقار القرآن .. لم يتوقع الوالد الشيخ عطية رحمه الله أن يكون ابنه أحد مشاهير القراء ولكنه كان حريصاً على أن يقدم للأمة الإسلامية أحد أبنائه كرجل دين يخدم الدعوة الإسلامية في أحد مجالاتها ويكون نافعاً للناس فيما يرضي الله ورسوله . كانت المهمة صعبة على الوالد وابنه في البداية كالطبيب الذي لا يجرؤ على إجراء جراحة لابنه رحمةً به فيذهب به إلى زميل له ليجري له الجراحة . هكذا لا بد من أن يذهب الشيخ عطية بابنه (( محمد )) إلى أحد المحفّظين حتى لا تأخذه به رأفة إذا قصّر في يوم من الأيام ونسي ما حفظ أو تكاسل عن الحفظ .. وهذا ما حدث لكثير من أهل القرآن مع أبنائهم .. ولكن لأن إرادة الله فوق كل إرادة ومشيئته فوق كل مشيئة .. هيأ قلب هذا الفتى القرآني تلقياً من فم والده مباشرة ليشاركه تجارة لن تبور, فزادهما الله من فضله إنه غفور شكور.

 

 

هفا قلب الإبن إلى القرآن وأقبل على حفظه وتعلق بأبيه ليصبح طفلاً نادر المثال, فازداد اهتمام والده به واحتضنه مع القرآن داعيا رب العزة أن يهيء لهما من أمرهما رشداً. وذات يوم جلس الطفل ابن السادسة في ناحية من الدار وتخيل أنه قارىء من المشاهير أصحاب الأصوات المعروفة وبدأ مع نفسه يتلو ما تيسر من القرآن مقتديا بأداء الشيخ محمد رفعت الذي كان يجمع الملائكة حوله أثناء التلاوة .. وبينما الشيخ (( رفعت الصغير )) يقلد مثله الأعلى, في لحظة من لحظات التجلي والصفاء صادفت دخول أبيه إلى الدار ولكنه بحسه القرآني سمع صوتاً  يتهادى ببراءة وعذوبة تشبه تلاوة الشيخ رفعت ينقصها قوة الأحبال الصوتية ونضوج الصوت .. فمكث غير بعيد حتى يتمكن من مصدر انبعاث الصوت الجميل , فتأكد أنه صوت ابنه فلم يصدق ما يدور حوله إلا بعد ان اقترب منه. وها هو الآن يسمع ويرى فتدفقت الدموع من عينيه ورفع يديه إلى السماء متمتماً بكلمات حمد وشكر لله تتبعها عبارات رجاء وتوسل إلى الله أن يحفظ عليه هذه النعمة ويجعل ابنه من قراء القرآن أمثال المشاهير من قراء الرعيل الأول بالإذاعة وبعد أن أكمل القرآن حفظاً بالأحكام  أخذ ينمي الموهبة بمساعدة والده الشيخ عطية الذي شجعه على تلاوة القرآن مجوداً كل يوم حتى يثقل الموهبة ويتدرب على التلاوة استعداداً لتلقي أحكام التجويد .. لم يفكر الشيخ